زاوية الشيخ سيدي محمد بلقايد رضي الله عنه
آللّہُمَ آجعَل صَّبآحْنا صَبآح آلصَآلحيَّن ،
مَساءْيقول أحد العارفين بالله:
أسرد حديث الصالحين وسمّهم
فبذكرهم تتنزّل
الرحمات
ومن بين هؤلاء الصالحين الذين تتنزّل – إن شاء الله تعالى –
بذكرهم الرحمات، وتعمّ الخيرات سيدي محمد بلقايد الشريف الحسني الإدريسي.
ولد-
رضي الله عنه – بجوهرة الغرب الجزائري تلمسان سنة 1911 وبها دفن في مقبرة
العالم الربّاني سيدي السنوسي رضي الله عنه سنة 1998 إثر وفاته بمدينة
وهران يوم الجمعة 28 ربيع الثاني 1419 هـ الذي يوافق 21 أوت 1998.
ويمتد
نسبه الشريف إلى ياقوتة الأنام سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء رضي الله
عنها، بنت الحبيب المصطفى وبضعته صلى الله عليه وآله وسلم، وإلى باب مدينة
العالم الخليفة الراشد سيدنا ومولانا علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ورضي
عنه.
ويمتد نسبه الروحي من حيث طريق القوم إلى سيدي محمد الهبري المتصل
السند بمولانا العربي الدرقاوي عن سيدنا أبي الحسن الشاذلي عن سيدنا عبد
السلام بن مشيش رضي الله عنهم وعن إخوانهم أجمعين.
ترعرع في بيت العزّ
والشرف والعلم الظاهري والباطني فحفظ القرآن الكريم في الثالثة عشرة من
عمره، وارتوى من معين علمي الشريعة والحقيقة عن طريق علماء أجلاء بحاضرة
تلمسان، وعن والده وجدّه قدس الله أسرار الجميع، وكانت له، في طلب العلم
جولات وسياحات روحية عبر حواضر الوطن، وبلدان المغرب والمشرق العربيين،
فأجازه الكثير من المشاييخ الشوامخ، وتصدى للتربية الروحية في تواضع
العارفين بالله، فكان أهلا لها، وارتوى من ورده خلق كثير، إذ له أتباع في
عدة جهات من المعمورة حيث طبقت شهرته الآفاق، ومن مريديه من هم ذائعو
الصيت، ما زالت علومهم عن طريق مؤلفاتهم و- دروسهم المتلفزة والمذاعة –
تشفي الغليل أمثال العلاّمة الفهامة الشيخ سيدي متولي الشعراوي رضي الله
عنه، الذي يظهر في الصورة المرفقة يجثو إجلالا لسيدي بلقايد، واعترافا
بفضله وشكرا لله سبحانه وتعالى القائل عزّ من قائل « ولا تنسوا الفضل بينكم
» واقتداء بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم القائل « من لم يشكر
الناس لم يشكر الله» و« لا يعرف القدر إلا ذو القدر».
وقد أشفع الشيخ
الشعراوي الفعل بالقول إذ منّ الله تعالى عليه – عقب خروجه من خلوة الشيخ
بلقايد بسيدي عفيف رضي الله عنه بتلمسان – بقصيدة عصماء ستظلّ عربون وفاء،
وعنوان تقدير وثناء، أبرز فيها مزايا الطريقة الهبرية وسجايا المنتسب
إليها، والممثل لها سيدي محمد بلقايد عليه رضوان الله ويقول فيها:
نور القلوب و ريّ روح الوارد
هبرية تدني الوصول لعابد
تزهو بسلسلة لها ذهبية
من شاهد للمصطفى عن شاهد
طوّفت في شرق البلاد وغربها
وبحثت جهدي
عن إمام رائد
أشفي به ظمأ نعيب حقيقة
وأهيم منه في جلال مشاهد
فهداني الوهاب جلّ
جلاله
حتى وجدت بتلمسان مقاصد بلقايد