جدّد العقيد الليبي معمر
القذافي اتهامه للقاعدة وعناصر من الخارج ووسائل إعلام بأنهم وراء أعمال
العنف والاشتباكات التي تشهدها ليبيا منذ نحو أسبوعين، وأوضح مجدداً أنه لا
يملك أي سلطة ليتنازل عنها كما يطالبه البعض، وجدد تأكيده أنه سيقاتل
للنهاية للدفاع عن ليبيا من أقصاها لأقصاها.
وأبدى القذافي استعداده للحوار مع أي شخص من القاعدة أو أي أمير من التنظيم
أو من يعين نفسه ليجيء ليقابله ويناقشه لكن القاعدة لا تناقش ولا مطالب
لها على الإطلاق.
ووعد القذافي بالعفو عن كل من يسلم سلاحه، كما أبدى الزعيم الليبي استعداده
لمناقشة تعديلات دستورية وقانونية دون سلاح أو فوضى، وحذر من أي تدخل
أجنبي لأنه سيريق دماء آلاف الليبين، وأكد أنه لن يغادر ليبيا احتى لو
غادرها جميع الليبيين".
وأضاف أن الليبيين لن يقبلوا ذلك وسيخوضون حرباً دامية سيموت فيها آلاف
مؤلفة من الليبيين إذا دخلت الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي البلاد.
مصر لا شيء
ووجّه العقيد الليبي انتقادات حادة لجيرانه خاصة مصر وتونس، ووصف مصر بعد
الثورة بأنها "لا شيء" وأن الجيش لا يستطيع أن يفعل شيئاً ودباباته منتشرة
ويعلوها الأطفال في الشوارع.
كما انتقد فرار عشرات الآلاف من العمال المصريين والتونسيين من ليبيا بعد
اندلاع الاحتجاجات، وقال إن رحيلهم سيوفر آلاف الفرص لليبيين وبالتالي لن
تكون هناك بطالة، مشيراً إلى أن ليبيا طلبت بقاء وعودة العمالة الهندية
التي فرت من البلاد.
ليس لي سلطة
وقال القذافي في خطاب ألقاه بطرابلس، الأربعاء 2-3-2011، بمناسبة الذكرى
الرابعة والثلاثين لإعلان قيام "سلطة الشعب" عام 1977 وسط حضور أعداد من
مؤيديه ومراسلين أجانب، إن السلطة للشعب منذ عام 1977 وإنه منذ ذلك التاريخ
لا يمارس أي سلطة وقد سلّم السلطات للشعب الليبي، وقال القذافي إنه يتحدى
أي شخص أو جهة تزعم أنه يمارس السلطة.
وتلا القذافي وسط هتافات من أنصاره جزءاً من إعلان قيام سلطة الشعب، مشدداً
على أن الشعب يمارس السلطة بنفسه دون رئيس أو برلمان أو حكومة أو غيره،
وأنه لا مكان لرئيس أو ملك، ولكن الشعب هو السيد، وأنه سلم السلطة للشعب
و"استراح في خيمته"، وأنه له سلطة أدبية فقط، أو سلطة كمرجعية ثورية.
وردد المؤيدون للقذافي هتافات منها: "الله ومعمر وليبيا وبس"، وقال القذافي
إنه فوجئ بالمظاهرات المؤيدة له في جميع أنحاء البلاد رغم أنه ليس رئيساً،
واستغرب من تلك المظاهرات، ولكن القائمين عليها قالوا له إن سبب تلك
المظاهرات هو الرد على مؤامرات خارجية تستهدفه وتستهدف ليبيا، مبيناً أن
هتافات التأييد له خرجت تلقائية ولم يدبرها أحد، ونفى أن يكون هناك أي
اضطرابات في الداخل ولكن الإذاعات الأجنبية هي التي تتحدث عن وجود عنف في
البلاد.
واعتبر الزعيم الليبي أن تجميد العديد من دول العالم أرصدة ليبية هو "عملية
اغتصاب وسطو على أموال الشعب"، مشدداً على أن هذه الأرصدة تابعة للدولة
الليبية وليس له أو لأفراد أسرته.
وقال: "إن الأرصدة كونها أرصدة الدولة الليبية لا حق لديهم أن يضعوا يدهم عليها. هذه عملية اغتصاب وسطو على أموال الشعب".
وأضاف "لن نقف مكتوفي الأيدي وسنوضح للعالم أنها قرصنة على أموال الشعب"، مؤكداً أن هذا الأمر يدل على "طمع في ثروة ليبيا".
ونفى القذافي أن يكون أي من الأرصدة التي تم تجميدها عائداً له، وقال:
"يأخذون الأرصدة الليبية ويقولون إنها أرصدة القذافي ياريت عندي أرصدة حتى
يجمدوها".
وتابع "أنا رصيدي القيم والمجد والشعب والتاريخ، هذا رصيدي الذي لا يفنى وليس الدولار الأمريكي".
"القاعدة" وراء العنف
وتوقف القذافي كثيراً أثناء خطابه الطويل ليستمع إلى الهتافات المؤيدة له،
ووصف القذافي القنوات الخارجية بأنها تسعى للإثارة والفتنة، متهماً إياها
بأن هدفها تحدي إنجازات الثورة مثل النهر الصناعي العظيم وتأميم النفط،
وقال إن الثورة هي التي صنعت اسم ليبيا وتاريخها في العالم.
وقال القذافي إن ما يحدث يهدف للتشويش على ليبيا باستغلال بعض الليبين في
الخارج، وإن وراءها عناصر من القاعدة كانت ليبيا قد أفرجت عنهم ولكنهم
عادوا لأعمال العنف والإرهاب وشكلوا خلايا نائمة بدأت في مدينة البيضاء
التي لا يوجد بها قوات كثيرة، ومنها في بنغازي التي لا توجد بها أيضاً قوات
كبيرة.
وأكد الزعيم الليبي أن عدد القتلى لا يتجاوز 150 إلى 200 قتيل ونصفهم من
قوات الشرطة والجيش، زاعماً أنه مع بداية الأحداث طلب من القوات الانسحاب
وعدم الدخول في اشتباكات، وأن المهاجمين قاموا بالاستيلاء على السلاح وبدأت
في السيطرة على تلك المدن وترويع أهلها وإرهابهم، مبيناً أنه أمر الطائرات
بقصف مخازن السلاح لمنع وقوعها في يد الإرهابيين.
ونفى العقيد الليبي خروج أي مظاهرات سلمية في أي مدينة ليبية عدا المظاهرات
المؤيدة له، ولكن خرج أشخاص مسلحون وهاجموا مراكز الجيش والشرطة وأطلقوا
سراح المساجين وطلبوا منهم الانضمام إليهم في القتال.
وأكد القذافي أنه سيقاتل في ليبيا من أقصاها لأقصاها للقضاء على المسلحين
الذين قال إنهم موجودون في مناطق معزولة من البلاد، وطالب بتحقيق دولي في
أحداث القتل التي وقعت.
ونفى وجود أي سجين سياسي أو أي نوع من الصراع على السلطة في ليبيا.
واتهم القذافي مندوب ليبيا السابق في الأمم المتحدة عبدالرحمن شلقم، والذي
يعد أحد المقربين السابقين منه، بالخيانة، وانه السبب وراء قرار مجلس الأمن
الدولي الأخير بفرض عقوبات على القذافي وعدد من المقربين منه.