الصحافة الإيطالية تشهر الفضائح الجنسية لمحاربي الحراقة و تفجر فضيحة روبي قوات الأمن الإيطالية تدخلت بقوة واعتقلت عشرات المحتجين تجمع
الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين، ومعظهم من مصر والمغرب وباكستان والهند
والسينغال والجزائر، في مسيرات واعتصامات سلمية متتالية في بريشا، ثاني
أكبر مدينة صناعية في إيطاليا والتي تبعد حوالي 70 كيلومترا جنوب العاصمة
الاقتصادية ميلانو، التي يسيطر على حكومتها المحلية حزب "رابطة الشمال"
اليميني المتطرف المعادي للمهاجرين، والذي ينحدر منه عمدة هذه المدينة
الرافض لأن يستمع لمطالب هؤلاء المغتربين. أصبحت
قضية المهاجرين في مدينة بريشا الإيطالية، الهاجس الأول لوسائل الاعلام
الغربية، بعدما رفعوا لافتات سلمية في المدينة الغنية والتي توجد بها أكبر
قرية صناعية بأوروبا، فلم يسمع لهم أحد مما اضطرهم لأن يقوموا بمسيرة
قوامها عشرة آلاف من الأجانب "الحراڤة" والإيطاليين المتضامنين معهم،
مدعومين من بعض الجمعيات الحقوقية التابعة للحزب الاشتراكي الايطالي
المعارض للحكومة الحالية.
في هذه المظاهرة الاحتجاجية توجّه المهاجرون
غير الشرعيين بإيطاليا، إلى برج به رافعة لحفر مترو الأنفاق في المدينة
وصعدوا إلى الرافعة بعد أن دخلوا في صدامات مع الشرطة التي حاولت منعهم
واعتصموا فيه لأكثر من 15 يوماً منذ السبت 30 أكتوبر الماضي إلى غاية أمس،
في احتجاجات متجدّدة.
وقد رفض المحتجون الغاضبون النزول من الرافعة
حتى تسوى أوضاعهم القانونية وهددوا بالانتحار الجماعي إذا حاولت قوات
الأمن إنزالهم بالقوة أو إذا اقتربت من البرج لاستخدام أي تقنية كالشبكات
الواقية للسقوط.
ومعلوم أن هؤلاء المهاجرين يتواجدون في ايطاليا
منذ خمس إلى عشر سنوات، تم استدراجهم عن طريق قانون (العمالة المنزلية،
وملاعب الغولف) وأخذ منهم مبلغ 500 أورو مقابل وعد من الحكومة بتسوية
أوضاعهم كعمال شرعيين، ودام انتظارهم لما يقارب سنتين وجاءت الإجابة بالرفض
مع عدم استرداد الأموال التي صُرفت.
الاثنين الماضي الذي سمي
"الاثنين الأسود"، اقتحم المئات من رجال الشرطة والجيش الإيطاليين موقع
الاحتجاج الصاخب، وأخذوا الكثير من المهاجرين غير الشرعيين والايطاليين
المتضامنين وآخرين ينامون بإحدى الكنائس الكبيرة المجاورة للمكان والتي لم
تحترم حرمتها، تم اعتقالهم جميعا وضربوا وجرّوا على الأرض، وبعد ساعات تمّ
إطلاق سراح الإيطاليين وتوزيع المهاجرين الأجانب على مراكز يتم فيها إيواء
الأجانب إلى غاية طردهم وترحيلهم باتجاه بلدانهم الأصلية.
من بين
المحتجين، مصريون زارهم القنصل المصري وأمرهم بالنزول مقابل النظر في
مطالبهم، فيما اكتفى الفريق الدبلوماسي المغربي بمراقبة الأمر من خلال
التلفاز، في وقت ترجل فيه شاب هندي يمثل الجالية الهندية في اليوم الثاني
عشر من الاحتجاجات، بعد نداءات من رجل دين هندوسي تفاوض معه، وفي اليوم
الثالث عشر ترجل شاب سينغالي والذي كان مريضا ورفض النزول أو صعود طبيب،
بعدما تفاوض معه لثلاثة أيام عن طريق عمه، بينما بقي أربعة محتجين منهم
مصري يمثل الجالية المصرية ومغربي يمثل الجالية المغربية واثنان من
باكستان.
..لكنهم دخلوا في إضراب عن الطعام دام ثلاثة أيام بحجة
أنهم لا يتناولون الطعام الذي يأتي عن طريق "البوليس" خشية أن يوضع فيه
منوّم، ولا يأكلون إلا من الطعام الذي يأتي عن طريق المتضامنين معهم، لكن
"البوليس الإيطالي" لا يقبل هذا المطلب بحجة أنه سيدس فيه رسائل محرضة أو
هواتف.
الحكومة الإيطالية التي يسيطر عليها اليمين، ترفض تسوية
أوضاع المهاجرين غير الشرعيين، حتى ينزلوا من على البرج، حيث أوقف عمل شركة
كبيرة لأكثر من أسبوعين وقدرت الخسارة اليومية للشركة بـ25 ألف أورو مع
تأخير موعد استلام المترو.
ويُذكر أن حزب "رابطة الشمال" اليميني
المتطرف، هو الحليف الأكبر لحكومة سلفيو برلسكوني، التي تواجه اتهامات من
الصحافة الإيطالية بشأن قضايا متعلقة بـ "فضائح جنسية"، كان آخرها قضية
القاصرة المغربية ذات الـ17 عاما والمهاجرة غير شرعية "كريمة المحروق"
المسماة في المراقص وعلب الليل بـ "روبي" التي كانت خليلة لأحد المسؤولين
حينما كانت في ـ15 من عمرها والتي كافأها بـ160 ألف أورو وسيارة فاخرة
مقابل الليالي التي قضياها معا بإحدى الجزر حسب ما تناقلته وسائل الإعلام
الإيطالية.
وحسب الصحافة الإيطالية، فإن "روبي" ضبطتها شرطة ميلانو
بتهمة سرقة ثلاثة آلاف أورو، وتدخل برلسكوني على الفور ليشفع لها هاتفيا
عند أكبر قائد أمني في ميلانو طالبا منه التدخل لإطلاق سراحها بحجة أنها
"قريبة لرئيس دولة لا ينبغي إغضابه"(..)، وقد نشرت بعض وسائل الإعلام هذه
المكالمة واعتبرها المعارضون في البرلمان الإيطالي تدخلاً في حق العدالة
مما يسيء لسمعة بلد متحضر وديمقراطي مثل إيطاليا.