التاريخ الحقيقي لمدينة عين ماضي

عين ماضي ....
كثيرا ما يتكلم الناس في شتى ربوع العالم و يثنون عليها بكونها مهد
الزاوية التجانية الطريقة الصوفية المعروفة ، و لكن إذا علمنا أن العمر
التاريخي لعين ماضي هو حوالي 10قرون كانت كلها حافلة بالنهضة العلمية و
الادبية و أسمى صور التحضر و المعرفة . ولكن الزاوية التجانية تأسست فقط
في القرن التاسع من تأسيس عين ماضي و كان تأسيسها يلفه بعض الغموض و هناك
بحث تاريخي في كيفية تأسيس الزاوية قام به الباحث المغربي – الجيلالي
العدناني - في كتابه –الزاوية التجانية بين أنساق الورع و تداعيات السياسة
– يتساءل الكاتب في هذا البحث عن السر وراء تأسيس الزاوية التجانية و
إبعاد أو طرد التجاجنة من قصر عين ماضي .
و هنا يجب أن نفرق بين –تجيني – و هو من ينتمي إلى قبيلة التجاجنة مؤسسي
قصر عين ماضي –أي السكان الاصليون- و –تجاني- نسبة إلى الزاوية التجانية .
إذن فتاريخ عين ماضي قبل تأسيس الزاوية ب 9 قرون يجب أن لا يمحى فهو
التاريخ الذي تكلم عنه كثير من الرحالة و المؤرخون .

الارض التي عليها عن ماضي الان كانت ملكا لبني هلال اولاد يعقوب .
التجاجنة هم قبيلة من بني سليم كانوا يقطنون منطقة تجانة بضواحي المدينة
المنورة و هم من الأشراف و انتقلوا مع الفتوحات الاسلامية الى الأندلس و
سكنوا مدينة سرقسطة و بعد خروج المسلمين من الاندلس التجأت عائلات منهم
الى المغرب و التجأت الآخرون الى عين ماضي و اختاروا منطقة عين ماضي لان
جوها يشبه لحد كبير مدينة تجانة و قد زار الشيخ احمد عويسي التجيني هاته
المدينة عندما ذهب للحج فقال رأيت جوها مثل الذي هو بعين ماضي . و قد
اشترى التجاجنة الأرض من بني هلال بحكم أنهم أولاد عم فكلهم عرب و أسسوا
مدينة عين ماضي و قد أكد كل المؤرخين بأن هندسة قصر عين ماضي ليس لها مثيل
في كل المنطقة و أجمعوا كلهم بأنه يشبه القلاع في أرض الشام .
هناك من ينسب التجاجنة إلى قبيلة بنو توجين البربرية و هذا خطأ كبير لا
يستند الى أية حقائق فلغة من ينتمي لهاته القبيلة يسمى -توجيني- بينما من
ينتمى لقبيلة التجاجنة يسمى - تجيني - و أيضا من ناحية العادات لا توجد
اية صفة مقاربة بينهم . هذا خطأ تداولته بعض الكتب لكنه غير مؤسس.
و التاريخ الحقيقي وجدناه في الرحلة العياشية و أيضا الرحلة الناصرية و
أيضا من التواتر و نحن نعلم بأن التواتر من أهم مصادر التاريخ.
عين ماضي التي لا زالت مقر الخيرات و البركات و مهبط النفحات،فقد اكتسبت
هذه القرية هذا الشرف بسبب من حلها من صالحي السلف.هذه القرية توجد بجنوب
القطر الجزائري و قد مرت القرون العديدة على هذه القرية الماجدة فكانت في
كامل هذه العصور الغابرة مضرب الأمثال بين القرى و البلدان بسبب ما أنجبت
من نبغاء أعيان و فحول من الرجال، يعرف هذا جيدا من له أدنى إلمام
بتاريخها العظيم حتى أن أهل الرحلات من فحول العلماء نوهوا كثيرا بقدرها و
شريف مجدها كصاحب الرحلة الناصرية الذي قال فيها أنه لقي فيها عند مروره
بها للديار المقدسة من رجال العلم و الفقه الإسلامي و جهابذة النقد و
التحرير خمسين عالما ممن يجيد حفظ مختصر خليل على ظاهر قلب و أخبرأن
أكبرالعلماء في ذلك العصر الزاهر رجل يقال له سيدي عبد الرحمن بن الدهصاء .
و ذكر أن الذي صح عندهم أنهم من آل البيت و وصفهم بالكرم الجبلي و الأخلاق
الحميدة .كذلك صاحب الرحلة العياشية فإنه بالغ في مدحها و مدح رجالها و
وصفهم بجودة في العلوم حتى أنه أوصى صاحبه الذي هو بصدد السفر إلى الحجاز
قائلا له شحذ ذهنك عند المذاكرة مع علمائها، هذا من جهة العلوم الرسمية
آلة و مقصدا و يكفي اللبيب شهادة هذين العالمين .هذا العهد مر على عين
ماضي قبل ظهور الشيخ أحمد التجاني بتسعة قرون .
وقد جاء الجد الرابع لأحمد التجاني لعين ماضي قادما من المغرب و استقر بعين ماضي لما رأى أهلها أهل شرف و علم.