وقــت الـفــراغ ... !!

.بسم الله الرحمن الرحيم

السـلامـ عـليـكمـ ورحـمـة الـلــه وبـركـاتهـ

في وقت يكثر فيه وقت الفراغ لدينا و لدى أبنائنا
وبناتنا ، ووهو وقت الإجازة الصيفية ، والذي هو نعمة من الله سبحانه لنا ،
كما بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ففي الحديث عَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ
مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ )) .( رواه البخاري )

ولعل أكثر من يجد في وقته الفراغ الكبير هم الكسلاء ، الذين ليس لديهم
الاستعداد للإنجاز والمبادرة في قضاء ذلك الوقت فيما ينفعهم ويسعدهم ..
وربّما يتساءل الكثير بقولهم : كيف لي أن استثمر وقتي و استفيد منه واستمتع
به ؟ ذلك لأنه حين ينعدم الوعي عن كيفية استثماره والاستفادة منه قد يقع
ذلك الشخص فيما لا يحمد عقباه ، و كما قال الشاعر :

إن الشباب والفراغ والجدة * * * مفسدة للمرء أيّ مفسدة

فالهمّة الهمّة في المبادرة في استثمار أوقاتنا و أوقات أبنائنا وبناتنا ،
حتى نوجه ذلك الجيل وتلك الطاقات و المواهب التوجيه السليم ، الذي يعود
عليهم بالنفع والفائدة في أمور دينهم ودنياهم ..
و في هذا الموضوع حاولت أن أرتب و اجمع بعض النقاط والمقترحات من جهدي
المتواضع ، علّ الله يفيد بها الكاتب والقارئ ، وتكمن فائدتها في تطبيقها
بشكل جاد وهي كما يلي :

أولاً : لنعلم أن راحة القلب وطمأنينته وسكينته
وملئ فراغه هو محبة الله سبحانه ووالتلذذ بطاعته والإكثار من ذكره والبعد
عن عصيانه سبحانه ، وهذا الأمر ليس فقط بالكلام وإنما بالتطبيق لأننا نجد
الفرق بين من يصلي لأجل أن يفرغ من صلاته وبين من يصلي وهو يستمتع بصلاته
ويتلذذ بها لأنه يستشعر اتصاله بخالقه ومولاه يدرك وقوفه بين يدي مولاه ،
ونجد الفرق بين من يتلو القرآن بسرعة لأجل أن ينتهي ، وبين من يتلوه بترتيل
متدبراٌ معانيه .

ثانياً : اجعل لك نصيب من حفظ كلام الله عن طريق الالتحاق بحلقات القرآن الكريم للإخوة أو دور تحفيظ القرآن الكريم للأخوات .
ولتعلم أخي الفاضل أني أوردت الخطوة الأولى والثانية في مقدمة موضوعي
لأنهما السبب الرئيسي والأهم لسعادة القلب وراحته و لأنه مهما حاول الإنسان
أن يجد ملئ فراغ قلبه وابتهاجه لن يستطيع إلا إذا كان قريباُ من الله
سبحانه وتعالى .

ثالثاً : اشترك في ما تميل إليه وترغب مما يفيدك في أمور دينك ودنياك مثل
الاشتراك في الدورات التدريبية للحاسب الآلي أو تطوير الذات أو إدارة المال
أو غيرها من الدورات ، أو التسجيل في المراكز الصيفية أو الملتقيات
الدعوية .

رابعاً : مارس هوايتك المفضلة إذا كانت سليمة ولا تخالف شرع الله سبحانه مع
محاولة تطويرها و اكتساب المهارات والخبرات المتعلقة بها حتى تصل بها إلى
أعلى ما يمكن .

خامساً : رتب لك جدولاُ لزيارة الأقارب ودعوتهم إلى بيتك مع ترتيب وقت للسفر والسياحة للأماكن الجيدة إن أمكن .

سادساً : الخروج مع الأصدقاء الطيبين إلى الأماكن المحببة لك .

سابعاً : لا تجلس في البيت فارغ اليدين ابحث لك عن شيء تصلحه وأنتي كذلك مثل صنع الحلويات التي لم يسبق لكِ صنعها أو غير ذلك .

ثامناً : أشعر بمسئوليتك في بيتك من خلال مساعدتك للآخرين و متابعتهم
والنظر إلى حاجاتهم ومشاكلهم وتوجيههم التوجيه السليم واختيار مواضيع مهمة
ونافعة تقوم بالتناقش بها مع أسرتك عند اجتماعهم للعشاء أو شرب القهوة لأن
ذلك يزيد من قدرتك على الحوار كذلك فإنه يثري الترابط بين أفراد عائلتك .

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى

شكرااا الك

شكراااااااااااا